فلسطين أون لاين

بعدما تباهى سفير "إسرائيل" بتطهير المنطقة عرقيًا

منظمة أمريكية تسحب تقريرًا يدق ناقوس الخطر حول المجاعة في شمال غزَّة

...
منظمة أمريكية تسحب تقريرًا يدق ناقوس الخطر حول المجاعة في شمال غزَّة
ترجمة خاصة/ فلسطين أون لاين

قامت شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة FEWS NET التي أنشأتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID وهي وكالة حكومية أمريكية، بإزالة تقرير من موقعها على الإنترنت كان يدق ناقوس الخطر بشأن عشرات الآلاف من الفلسطينيين في شمال غزة المعرضين لخطر الموت بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وبحسب موقع "جويش إنسايدر" الإخباري، الذي أورد في البداية خبرًا عن سحب التقرير، فقد وصفت شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة "حصارًا شبه كامل للإمدادات الغذائية الإنسانية والتجارية للمناطق المحاصرة في محافظة شمال غزة"، وذكرت أن 65 ألف إلى 75 ألف مدني ما زالوا في المنطقة، "بما في ذلك المدنيون الذين لم يتمكنوا من الإخلاء أو منعوا من ذلك".

وسارع السفير الأمريكي في "إسرائيل" ، جاكوب ليو، إلى توبيخ شبكة FEWS NET على وسائل التواصل الاجتماعي. 

وتكاد تكون هذه من المرات النادرة التي يرفض فيها سفير أمريكي تقريرًا يصدر عن وكالة أمريكية حكومية.

وادعى السفير في بيان أصدره، مساء الثلاثاء أن "التقرير الذي أصدرته شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة اليوم عن غزة على بيانات قديمة وغير دقيقة".

وادعى السفير الأمريكي أن "وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (تابعة لوزارة الحرب الإسرائيلية) أن عدد السكان في هذه المنطقة يتراوح بين 5 آلاف إلى 9 آلاف نسمة، فيما تقدر الأونروا أن عدد السكان يتراوح بين 10 آلاف إلى 15 ألف نسمة".

وعلى إثر ذلك قامت شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة بإزالة التقرير من موقعها الإلكتروني.

وقالت: "يخضع تنبيه FEWS NET الصادر في 23 ديسمبر/كانون الأول لمزيد من المراجعة ومن المتوقع إعادة إصداره مع بيانات وتحليلات محدثة في يناير/كانون الثاني".

"لأنها قامت بالفعل بتطهيرها عرقيًا"

وكانت الشبكة قالت في تقرير في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: "لقد تفاقمت حدة انعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة بشكل حاد منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول، عندما بدأت إسرائيل في فرض قيود متزايدة على تدفقات الإمدادات الغذائية الإنسانية والتجارية إلى الشمال وتدفقات الإمدادات الغذائية التجارية إلى الجنوب".

وأضافت: "وفي المناطق الأكثر تضرراً في محافظة شمال غزة، بما في ذلك جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، تسبب الحصار في إغلاق شبه كامل لتدفقات الإمدادات الغذائية منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول".

وتابعت: "وفي غياب زيادة كبيرة في تدفقات الإمدادات الغذائية، فإن المجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) ستصبح النتيجة الأكثر ترجيحاً في شمال غزة".

وقد أنشأت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET) في عام 1985 استجابة للمجاعات المدمرة في شرق وغرب إفريقيا والحاجة الملحة إلى تحذير أفضل وأسرع من أزمات الأمن الغذائي المحتملة.

وتقول الشبكة على موقعها إنها "مزود عالمي رائد لمعلومات الإنذار المبكر والتحليل الدقيق والمستند إلى الأدلة والشفاف في الوقت المناسب لانعدام الأمن الغذائي الحاد الحالي والمستقبلي".

وفي رده على لو، قال يوسف منير، رئيس برنامج فلسطين في المركز العربي في واشنطن العاصمة، على قناة إكس إن ما قصد لو قوله هو أن "إسرائيل لا يمكن أن تجوع هؤلاء الناس في تلك المنطقة لأنها قامت بالفعل بتطهيرها عرقيا".

وأدان مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، أكبر منظمة للدفاع عن الحقوق المدنية والدفاع عن المسلمين في الولايات المتحدة، تصريحات لو وطالب شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة بنشر تقريرها على الملأ.

وقال بيان صادر عن كير "إن رفض السفير ليو القاسي لهذا التقرير المروع الذي أصدرته وكالة مدعومة من الولايات المتحدة والذي يفضح حملة إسرائيل للتجويع القسري في غزة يذكرنا بالنكتة القديمة عن رجل قتل والديه ثم طلب الرحمة لأنه أصبح الآن "يتيمًا". 

وأضاف، "إن رفض تقرير عن المجاعة في شمال غزة من خلال الظهور وكأننا نتباهى بحقيقة أنه تم تطهير المنطقة عرقياً بنجاح من سكانها الأصليين هو مجرد أحدث مثال على دعم وتمكين وتبرير مسؤولي إدارة بايدن للحملة الإسرائيلية الواضحة والمفتوحة للإبادة الجماعية في غزة".

وفي 5 أكتوبر الماضي اجتاح الجيش الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة، ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتحويلها إلى منطقة عازلة بعد تهجيرهم منها تحت وطأة قصف دموي ومنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.